لاختيارها جعل كل طائراتها من "بوينغ".. "لارام" تخسر الملايير لرفضها تنويع أسطولها من "إيرباص"

 لاختيارها جعل كل طائراتها من "بوينغ".. "لارام" تخسر الملايير لرفضها تنويع أسطولها من "إيرباص"
الصحيفة - وسام الناصيري
الأربعاء 23 شتنبر 2020 - 15:33

مع كل المتاعب التي تعيشها شركة "بوينغ" الأمريكية لصناعة الطائرات، كان آخرها إعلان الشركة عن وجود عيوب في تصنيع طائرات من طراز "787 دريملاينر"، الأمر الذي اضطرها إلى إيقاف 8 وحدات منها وإلى مراجعة عمليات التسليم المستقبلية، تطرح الجدوى الاقتصادية والتجارية لإصرار شركة الخطوط الملكية المغربية "لارام" من جعل كل أسطولها للرحلات الدولية من طائرات "بوينغ" ورفضها تنويع أسطولها ليضم طائرات "إيرباص" الأوروبية التي قلما تعاني من مشاكل في التصنيع، قياسا بشركة "بوينغ" الأمريكية.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتضمن أسطول الخطوط الملكية المغربية تسع طائرات من نوع "787 دريملاينر" دخلت العمل رسميا ابتداء من نهاية 2018، وهي الطائرات التي أكدت "بوينغ" أنها تعاني من عيوب في التصنيع، ولم يصدر أي بلاغ للخطوط الملكية المغربية ينفي ذلك.

ووفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن هذا النوع من الطائرات جرى إيقافها بعد أن عانت من مشاكل في التصنيع أثناء مرحلة ضم الأجزاء، إذ اكتُشفت أخطاء تؤثر على المثبت الأفقي، مبرزة أن هذه المشكلة لا تؤثر، في المقابل، على شروط السلامة في الطائرة، ولكنها ستعلق عمليات تسليم وحدات "787 دريملاينر" للمشترين.

وقبل ذلك، كانت مجموعة بوينغ الأمريكية، قد أعلنت أنها ستعلق اعتبارا من يناير الماضي إنتاج طائرات من طراز "737 ماكس" الممنوعة من التحليق منذ ما يقارب السنة بعد كارثتين جويتين، وهو ما سبب للخطوط الملكية المغربية خسائر بالملايير بعد أن أوقفت طائرتين من هذا النوع، وركنتهما للتقاعد المؤقت، واستعانت بطائرات اكترتها بملايين الدولارات من شركات أجنبية لتعويض الخصاص.

كما أوقفت الشركة طلبيات أخرى من هذا النوع، وفتحت مفاوضات عسيرة مع شركة "بوينغ" الأمريكية، من أجل الحصول على تعويض عن الخسائر التي تكبدتها بسبب توقف تحليق طائرات "بوينغ 737 ماكس" على خلفية كارثتي الطائرتين الإثيوبية والإندونيسية.

وكانت مصادر موقع "الصحيفة" أكدت أن هذه المفاوضات قد بدأت ولم تنتهي مع شركة "بوينغ" من أجل الحصول على تعويضات، أو جزء من الخسائر التي تكبدتها الخطوط الملكية المغربية جراء توقف طائرتين عن التحليق من نوع "بوينغ 737 ماكس"، وعدم تسلم ثلاث طائرات أخرى، كان من المفترض أن تتسلمهما "لارام" خلال الأشهر الماضية.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة"، فإن العرض المالي الأولي الذي تقدمت به شركة "بوينغ" إلى الخطوط الملكية المغربية قد تم "رفضه" لهزالته، ولم يكن مناسبا بالمرة قياسا بالخسائر التي تكبدتها "لارام" بعد تعطيل تشغيل طائرتين من "737 ماكس"، ووقف تسلم ثلاث طائرات أخرى كان مبرمجا دخولها للخدمة خلال الشهور الماضية لتعزيز أسطول الشركة التي بنت استراتيجيتها التوسعية للمسافات المتوسطة على طائرات "بوينغ 737 ماكس".

خسائر "لارام" مع شركة "بوينغ" وإصرار الخطوط الملكية المغربية على جعل أسطولها للرحلات الدولية كاملا من طائرات الشركة الأمريكية التي تجر الفضائح والخسائر تلوى الأخرى يَطرح أكثر من علامة استفهام، وكذا جدواه الاقتصادية.

في هذا السياق، علم موقع "الصحيفة" أن اعتماد "لارام" بشكل كامل على "بوينغ" في أسطول طائراتها يعود لقرار سياسي من أعلى سلطة في البلاد، اتخذ في تسعينيات القرن الماضي، حيث جاء "أمر واضح" لأسباب مجهولة بجعل كل أسطول الخطوط الملكية المغربية من طائرات الشركة الأميركية "بوينغ"، دون أن تعرف إلى اليوم جدوى هذا القرار اقتصاديا ولا تبعاته المالية.

ويضيف مصدر موقع "الصحيفة" أن هذا القرار جعل "لارام" تدعم أسطولها بطائرات "بوينغ" بشكل خاص، وتتخلى عن آخر طائرة من نوع "إيرباص 321" ضمن أسطولها سنة 2011 بقرار من المدير العام السابق إدريس بنهيمة، وتم تبرير ذلك بـ"تخفيض تكاليف الصيانة"، حيث تكوين مهندسين للصيانة لأكثر من نوع للطائرات "أصبح مكلفا" للشركة، حسب مصدر "الصحيفة".

وأضافت نفس المصادر أن تكلفة تكوين الطياريين على العديد من أنواع الطائرات أصبح أيضا يرهق الشركة ماديا، لذا، استمرت سياسة الشركة في اعتماد "بوينغ" دون غيرها في تعزيز أسطول "لارام" مع إدخال طائرات "أمبراير" الكندية تدريجيا خصوصا في الرحلات الداخلية.

وعلى الرغم من كل التبريرات "الكسولة"، فإن حوادث "بوينغ" وتأثيرها على مستقبل "لارام"، يلزم الشركة بإعادة ترسيم استراتيجتها، في تنويع أسطولها، كما هو جار مع شركات قريبة من الخطوط الملكية المغربية، مثل "مصر للطيران" أو "الأثيوبية"، كما أن أكبر الشركات العالمية بدأت في الاعتماد أكثر على طائرات حديثة للمسافة المتوسطة والطويلة والأكثر اقتصادا في تكلفة التشغيل مثل طائرات إيرباص A350-9000 وA350-1000 التي تعتبر مستقبل الطيران خصوصا بعد تداعيات جائحة كورونا التي فرضت قواعد جديدة لشركات الطيران العالمية والبحث عن الجدوى الاقتصادية في نوع الطائرات المستخدمة للمستقبل.

النظام الجزائري.. ووهم القوة !

صَرَف النظام الجزائري ما يزيد عن 350 مليون دولار عن استعراض عسكري دام ساعتين بمناسية الذكرى 70 لـ"الثورة الجزائرية". كل هذا المبلغ الضخم صُرف من خزينة الدولة، فقط، ليرسخ صورة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...